تجربة رائدة في الجزائر في مجال نشر الكتب بطريقة برايل لفائدة المكفوفين
سنابل الأمل/متابعات
تعمل دار النشر “الإبصار بالمعرفة”, الرائدة في مجال نشر كتب بطريقة برايل الموجهة لفئة المكفوفين بالجزائر, على تعزيز مجال النشر لهذه الفئة, وذلك من خلال الإصدار المجاني للعديد من الكتب في القصة والتاريخ والمختارات الأدبية والشعر والمؤلفات الدينية.
وفي هذا الإطار, قال المشرف على الدار, عبد الرحمان أمالو, لوأج, بمناسبة إحياء اليوم العالمي لذوي الإحتياجات الخاصة الموافق لـ 3 ديسمبر من كل عام, “حرص الدار, منذ تأسيسها في 2012, على أن تضع بين أيدي فئة المكفوفين بالجزائر مجموعة ثرية ومتنوعة من الكتب في شتى التخصصات التي يطلبونها, بغرض تدعيم مسارهم التعليمي, أو بهدف الترفيه والتسلية”.
وأشار المتحدث إلى “أهمية تسهيل حصول فئة المكفوفين على عدة مصادر لممارسة المطالعة والقراءة, بغرض إدماجهم في المجتمع, من خلال الإطلاع على نصوص أدبية وشعرية وغيرها”, مضيفا أن برصيد الدار منذ تأسيسها “43 مؤلفا بطريقة برايل في شتى المجالات المعرفية كالتاريخ والشعر والسياسة والإقتصاد والرواية والدواوين الشعرية”.
وأفاد السيد أمالو, وهو أيضا شاعر وموسيقي, أنه بمناسبة صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته 27 المنعقدة مؤخرا, فقد أصدرت الدار “مؤلفا جديدا باللغات العربية والأمازيغية والفرنسية من تأليفه”, خاص بالطفل, وهذا بعنوان “قصة قط”, تم إرفاقه “لأول مرة بصور بتقنية ثلاثية الأبعاد, ذات أشكال بارزة على سطح الصفحة لتمكين المكفوفين من تلمس ملامح مختلف الحيوانات وشخوص القصة للتفاعل معها”, موضحا أنها “التجربة الأولى من نوعها, وهذا من أجل مواكبة باقي التجارب على المستويين العربي والعالمي”.
وتقترح الدار أيضا لفئة المكفوفين ومن مختلف الأعمار عدة عناوين في التاريخ والأدب والدين والفن والتراث وغيرها, وبعدة لغات كالعربية والفرنسية والإسبانية والألمانية, على غرار السلسلة التاريخية “أمجاد الجزائر” التي تم تجسيدها في إطار التعاون مع وزارة المجاهدين وذوي الحقوق, والسلسلة الدينية “الموعظة الحسنة في تبسيط قواعد ديننا”.
ومن هذه الإصدارات أيضا “بيان أول نوفمبر 1954″, و”نشيد قسما” لشاعر الثورة مفدي زكريا, والمجموعتين الشعريتين “كلمات, آلام” و”ثرثرة في أبيات”, وكذا مؤلفات “مقتطفات من حياة الرسول محمد” و”مرحبا في بلادي الجزائر”, بالإضافة إلى آخر رسالة كتبتها الشهيدة حسيبة بن بوعلي لوالديها ذات 15 سبتمبر 1957.
وأردف السيد أمالو أن الدار تسعى للمشاركة بإصداراتها في العديد من المعارض, بالجزائر وخارجها, بهدف التعريف بالتراث والثقافة الوطنية وأعلامهما, مذكرا في هذا السياق بأنه قد سبق للدار وأن نشرت بطريقة برايل في 2023 مقالا في التاريخ لوكالة الأنباء الجزائرية تحت عنوان “مؤتمر الصومام عزز الوحدة الوطنية”, بمناسبة الاحتفال آنذاك بالذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني (20 أغسطس 1955) وانعقاد مؤتمر الصومام (20 أغسطس 1956).
وختم المتحدث بالقول أن دار النشر “الإبصار بالمعرفة” توفر كذلك العديد من الإصدارات المسموعة في شكل اقراص مضغوطة لفائدة المكفوفين الذين لا يجيدون قراءة بطريقة برايل, تتمحور في معظمها حول الشهداء, كحسيبة بن بوعلي والعربي التبسي والعربي بن مهيدي, إلى جانب مؤلفات أخرى أدبية وتاريخية.