حكاية شاهين علام.. من بائع كفيف إلى قائد التعلم الرقمي لمئات من فاقدي البصر
سنابل الأمل / متابعات
فقدَ الشاب البنغالي شاهين علام بصره كليًّا وهو في سن الـ13، لكنه لم يفقد روح التحدي رغم الفقر والصعاب، وقرر أن يحقق إنجازات في التعليم والعمل التطوعي.
تمكن علام من إتمام تعليمه الجامعي، رغم المعيقات، وأطلق مبادرة لتدريب المكفوفين على استخدام الحاسوب، مما أتاح الفرصة لمئات من الطلبة البنغاليين والهنود للوصول إلى أدوات التعلم الرقمي.
لم يتوقف
وقال علام (28 عاما)، للجزيرة مباشر إنه فقد بصره بشكل كامل بعد إصابته بحمى التيفوئيد لكنه رفض الاستسلام للواقع، وقرر مواصلة الدراسة رغم فقدان نعمة البصر.
وأضاف “لقد شعرت أسرتي بالإحباط ظنًّا منهم أن حياتي توقفت، لكنني سألت نفسي: هل يجب أن أتوقف هنا؟ فكرت في أنني يجب أن أمضي قدمًا، ولتحقيق ذلك يجب أن أواصل دراستي”.
وقال علام بعزم عال “والدي كان يعتقد أنني بعد الدراسة لن أتمكن من فعل شيء، وعندما طلبت منه المال لاستكمال تعليمي قال لي: أنت لا ترى بعينيك، بماذا سيفيدك التعليم؟ لا حاجة للدراسة”.
لكن علام لم ييأس، وعمل خلال دراسته في بيع مستلزمات الهواتف المحمولة لتأمين تكاليف تعليمه.
صعوبة العمل
تلقى الشاب المساعدة من أصدقائه الذين كانوا يسجلون له الدروس صوتيًّا، وتمكن من اجتياز امتحانات الشهادة الثانوية العليا، ثم التحق بجامعة دكا وواصل دراسته في قسم العلوم السياسية، حتى نال درجتي ماجستير رغم أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة ورغم التحديات المالية.
لم ينته حلك علام، إذ واجه صعوبات كبيرة في إيجاد وظيفة تتناسب مع مؤهلاته بسبب فقدانه للبصر، مما دفعه إلى إعادة صياغة حلمه بشكل مختلف، فقرر أن يكرّس جهده لمساعدة المكفوفين.
معيل العائلة
وقال الشاب صاحب العزيمة القوية للجزيرة مباشر “لا يوجد في بلدنا معهد حكومي لتعليم الحاسوب للمكفوفين حتى الآن، لذلك بدأت في 2020، مجانًا في البداية”.
وتابع “قمت بحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتوفير تدريب باستخدام برامج قارئ للشاشة، وانضم إلينا طلاب من بنغلاديش والهند، وحتى الآن درّبنا 400 طالب وطالبة”.
وبعد أن أصبح مسؤولًا عن إعالة عائلته، توقف علام عن تقديم التدريب مجانًا، وهو يأمل اليوم أن يحصل على دعم مالي يمكنه من مواصلة عمله بطريقة احترافية وتوفير حياة كريمة له ولعائلته، مؤكدًا أن حلمه في تمكين المكفوفين لا يزال حيًّا في قلبه، كما كان دائمًا.
المصدر: الجزيرة مباشر