المخيم الوطني الدامج: ثمرة جهود الجمعية ومركز وصال
سنابل الأمل / متابعات
أثبتت الجمعية الوطنية للتوحد بسطات أنها فاعل جمعوي ووطني رائد في الدفاع عن حقوق الأطفال المصابين باضطرابات طيف التوحد، من خلال مبادرات عملية تجمع بين التخطيط الاستراتيجي والعمل الميداني، وآخرها المخيم الوطني الدامج للأطفال في وضعية توحد الذي نظّم بمدينة تمارة خلال الفترة من 9 إلى 20 غشت 2025.
جاء المخيم نتيجة الجهود الكبيرة للأطر الإدارية والتربوية بمركز وصال للتوحد التابع للجمعية الوطنية للتوحد بسطات، وفق ما صرح به رئيس الجمعية عبد الجليل الزوهري. بدأت فكرة المخيم داخل المركز منذ سنة 2022، وتبلورت خلال النسخة الأولى للأبواب المفتوحة سنة 2023، قبل أن يتم تنفيذها سنة 2025، بتعاون مع مكتب أصول للاستشارة والدراسات برئاسة الأستاذ سمير العيادي.
شهد المخيم أكثر من 40 طفلاً من مختلف جهات المملكة، إلى جانب 20 أماً، وتم تأطيرهم من قبل 25 إطارًا تربويًا وإداريًا وطبيًا وأخصائي نفسي، تحت إشراف الجمعية، لضمان تجربة تربوية ونفسية متكاملة. وقد أبان الطاقم الإداري والتربوي بمركز وصال برئاسة المديرة التربوية بشرى الخيلي عن كفاءة عالية في التأطير والتنظيم، مع برامج عملية تناسب احتياجات الأطفال ودعم الأمهات في فهم سلوكيات أبنائهن والتفاعل معها بشكل إيجابي.
الشركاء والدعم المؤسساتي
نجح المخيم بفضل شبكة شراكات واسعة ومتنوعة، ضمت: كتابة الدولة المكلفة بالإدماج الاجتماعي، وزارة الشباب والرياضة (المديرية الجهوية بالرباط والإقليمية بتمارة)، جمعية موزاييك، وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ومجلس جماعة الرباط، بالإضافة إلى عدد من الفاعلين من مغاربة العالم، السيدة آمنة السودي، والمخرج السينمائي هشام أحضار، ودعم من القطاع الخاص وبعض الأعيان المحليين.
لقد ساهم هذا الدعم المؤسساتي والجمعوي في توفير اللوجيستيات، البرامج المتخصصة، والموارد الضرورية لإنجاح المخيم، مما جعل تجربة الأطفال والأسر غنية ومتكاملة.
الأهداف والرسائل
جاء المخيم الوطني الدامج للأطفال في وضعية توحد تحت شعار: “المخيمات الصيفية الرائعة للإدماج الاجتماعي والدعم المعنوي والنفسي لأطفال التوحد”، وكان يهدف إلى دمج الأطفال التوحديين في المجتمع وإخراجهم من العزلة، مع تقديم الدعم النفسي والمعنوي للأسر وتقوية الروابط الأسرية والمجتمعية، وتوفير فضاء تربوي وترفيهي يعزز قدرات الأطفال ومهاراتهم الاجتماعية والحياتية، إضافة إلى تمكين الأمهات من أدوات عملية لفهم سلوكيات أبنائهن والتفاعل معها بشكل إيجابي، بما يعكس رسالة الجمعية في جعل الأطفال في وضعية توحد جزءًا فاعلًا من المجتمع.
الحفل الختامي
اختتم المخيم فعالياته مساء يوم الثلاثاء 19 غشت 2025 بـ حفل ختامي مؤثر احتضنته دار الأطفال بتمارة، حيث اجتمع الأطفال وأسرهم والشركاء والفاعلون الجمعويون، لتتوج جهود الجمعية ومركز وصال في تجربة تربوية وإنسانية فريدة. وقد أشاد الجميع بالدور القيادي للجمعية ومركز وصال في إنجاح المخيم، مؤكّدين أن الإدماج الاجتماعي للأطفال المصابين بالتوحد أصبح حقيقة ملموسة بفضل هذه المبادرة.
إشادة وتجربة تستحق التعميم
لقد أثبتت الجمعية الوطنية للتوحد بسطات ومركز وصال أن العمل الجمعوي المنظم والشراكات الفعالة قادر على إحداث أثر ملموس في حياة الأسر والأطفال. تجربة المخيم الوطني الدامج تمثل نموذجًا يحتذى به على المستوى الوطني، وتؤكد قدرة الجمعية على قيادة مبادرات نوعية ترتقي بمستوى الإدةماج الاجتماعي للأطفال في وضعية توحد، مع توفير الدعم النفسي والتربوي اللازم لهم ولأسرهم
بيان مراكش