سعود بن فرحان : في قطاع التوحد لا يكفي أن تكتفي بالاستماع بل أطرق الأبواب
جمعية أسر التوحد رفيق درب وبيت أوَّل..
سنابل الأمل / متابعات
في ظل وجود أكثر من مليون و400 ألف شخص من ذوي الإعاقة في المملكة العربية السعودية وتعددُّ الخدمات المقدمة والرعاية والاحتضان في بلادنا الغالية، يُشكِّل ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم نسبة كبيرة من ذوي الإعاقة أوجه الخدمات وأساليب الدعم والتأهيل والاحتياجات اللازمة لما يمكِّنهم من الحصول على جودة حياة أفضل، وكان العام 1431 الموافق (2009)مولد أول جمعية متخصصة بخدمة ذوي التوحد في المملكة العربية السعودية وقد تأسست على يد سمو الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل آل سعود وعدد من أولياء الأمور والمختصين في المجال، وتُعتبر الجمعية هي الرائدة في مجالها.
ولمعرفة المزيد من الخدمات والمشاريع والأهداف والرؤى المستقبلية التي تستهدفها الجمعية تحدث لـ”الرياض” سمو رئيس مجلس الإدارة الأمير سعود بن عبدالعزيز بن فرحان آل سعود، وأشار إلى أنه ومنذ 16 عام بدأت الجمعية قصتها في رعاية وحماية ودعم ذوي التوحد وأسرهم كأول جمعية متخصصة بخدمة ذوي التوحد على مستوى البلاد وقال ” حملت الجمعية على عاتقها العناية والدراية بكل ما يرتبط بمصالحهم والتوجُّه لحل المُعضلات والمشكلات ومواجهة الصعوبات وتذليلها ، والمضي قدمًا للمساعدة والمساندة في مختلف المجالات وعلى العديد من الأصعدة التي من شأنها تأمين جودة الحياة الأفضل وتقديم الخدمات الأهم والأجدر”، وأضاف سموه : بدءً من العاصمة الرياض انطلقت الحكاية وامتدت لـ 6 فروع وأكثر من 13 ممثل في مختلف مناطق مملكتنا الحبيبة، وعسى أن يُقدِّرنا ويُمكننا لإكمال المسيرة بكل جد واجتهاد فنحن رفيق الدرب والبيت الأول لكل توحدي وبذلك نفخر ونتباهى ونعتز.
وبشأن مشروعات الجمعية أكد الأمير سعود الحرص على الاضطلاع عن قرب للأزمات والتحديات التي تواجه ذوي التوحد وأسرهم، وقال” ومن خلالها نُعد ونستعد لإيجاد الحل المُناسب .. فإن كانت الإشكالياتُ مادية فتبادر دون أن نتوانى لحظة وفقًا لالتزامنا بذلك، وعندما تكون الأزمة مرتبطة بقلة وجود الفرص التدريبية والتأهيلية الملائمة، فيبدأ البحث بدقة للالتحاق السريع ومن جانبِ آخر يبدأ العمل على تنفيذ برنامج تأهيلي شامل ومتكامل مع الجهات ذات العلاقة.
ويقول رئيس مجلس إدارة جمعية أسر التوحد : حينما علمنا أن الأُسر تُعاني بشأن ضعف قدرة تعامل مقدمي الرعاية المنزلية لأبنائهم وبناتهم قد بدأ العمل باتزان للشروع بتنفيذ برنامج تدريبي شامل متكامل لتدريب مقدمي خدمات الرعاية المنزلية لكيفية إحسان التعامل والتواصل مع ذوي التوحد، ومن لقاءاتنا الدورية بأبطالنا ذوي التوحد لاحظنا والتمسنا كثافة المواهب وتنوُّع الإمكانات والقدرات لا سيما علو وسُمو الطموحات، ومن هذه الحقيقة بدأ العمل على إنشاء مشروع ” ريشة طيف ” الذي قد كان معنيًا بتمكين أكثر من 100 موهبة في الفن التشكيلي بالتعاون مع خُبراء الفن وقد بدأت القصة التي مكَّنت موهوبينا في هذا العالم .. وستستمر.
وتابع سمو الأمير حديثه: عودةً لاطلاعنا وقياسنا المستمر باتت الحاجة لخدمات التوحد على مستوى المملكة بيِّنة وواضحة فانطلقت ” قافلة طيف عزيز ” الأضخم من نوعها على مستوى العالم طيلة 3 أشهر قاطعة لـ أكثر من 13.000 كيلومتر وصولًا لأكثر من 53 مدينة ومحافظة وقرية لتقديم خدمات الكشف المبكر والتأهيل والتوعية لتحل بدورها مشكلاتِ عدة، مصطحبة معها إمكاناتها لرعاية وخدمة ذوي التوحد نحو أقرب وأبعد مناطق المملكة، وأضاف: في الحقيقة تتعدد المشاريع ولا تتوقف عن الولادة نظير اهتمامنا الدائم والمتواتر لإيجاد حلول وخدمات مستدامة لا تكتفي بطمأنة ذوي التوحد وأسرهم فحسب، وإنما تمتد لتمكينهم ودعمهم لبدء حياة مستقلة مُنتجة لذواتهم وأسرهم ووطنهم مستقرة وثابتة آمنة وطموحة وسعيدة، ولم تتميَّز الجمعية في مجالها عبثًا .. فكان النجاح دالًا على حقيقة العمل الملتزم والدؤوب في خدمة ذوي التوحد مبارك لكم ماتقدَّم .
وعن مشروع “نادي التميُّز الرياضي” لذوي التوحد، قال الأمير سعود” يجب على المجتمع بأكمله أن يعرف أن لذوي التوحد القدرة الكاملة في ممارسة كافة أشكال الحياة الطبيعية ومن ضمنها الرياضة التي تُعتبر أحد أهم أنشطتنا اليومية التي لها التأثير الأقوى والأبعد مدىً على حياتنا الصحية وبناءً على ذلك تم ولله الحمد إطلاق مشروع نادي التميز الرياضي لذوي التوحد بالتعاون مع مركز التميز للتوحد وهو الأول من نوعه في المملكة، ويتضمن هذا النادي صالات رياضية متكاملة وأنشطة مختلفة من حيث الرياضات الهوائية والسباحة والفنون القتالية وأكثر تحت إشراف نخبة من المدربين المتخصصين، يواظب أبطالنا ذوي التوحد من كافة الفئات شُبان وشابات وأطفال على الحضور وممارسة الرياضة التي أثبتت الدراسات تأثيرها الفاعل على تحسُّن وتطور حالات ذوي التوحد بدنيًا وذهنيًا ونفسيًا وحتمًا اجتماعيًا، وقال ” من دواعي سرورنا أن نشهد تفاعلهم وارتقاء طاقاتهم عبر تواجدهم في البيئة الرياضية الحاضنة بدأ المشروع في الرياض وقريبًا في مختلف مناطق المملكة بمشيئة الله تعالى”.
وفيما يخص تخريج الدُفعة الأولى من برنامج سلوك وتمكين المعني بتدريب وتأهيل شباب التوحد والمنتهي بالتوظيف بأكثر من 16 شاب في الرياض ويبدأ الآن بنسخته الثانية في المنطقة الشرقية، قال الأمير سعود” أسعد لحظاتنا ما شهدناه في تخريج أبطالنا شباب التوحد والتحاقهم بوظائف رسمية تدُر عليهم مدخولًا ثابتًا مُستحقًا عبر جهودهم العاليةحيث التحق شبابنا في غضون 8 أشهر لبرنامج ( سلوك وتمكين ) المعني بالتدريب الشامل على العديد المهارات الحياتية والسلوكية والمهنية، فأبدعوا في تمكُّنهم وبما يملكون من طاقةٍ وشغف قد تجلَّوْا .. كل المحبة والتقدير لشركاءنا والجدير بالذكر بأن البرنامج في نسخته الثانية قد انطلق في المنطقة الشرقية لتمكين وتوظيف دُفعة جديدة من الشباب الطامح الحالم.
وحول اعتماد الجمعية الرقمية في تعاملاتها وخدماتها رقميًا، يرى رئيس مجلس إدارتها أن المكان لم يعد ا حاجزًا ونحن نعيش ثورة معلوماتية عُطمى حتى بات العالم الكبير صغيرًا بوسعه الاجتماع والالتقاء والانتفاع بأيسر وأسرع الطرق، وقال : في الحقيقة لا تشمل هذه السرعة كافة المجالات ولكن من جانبنا في الجمعية وانطلاقًا من حرصنا على اتساع نطاق خدماتنا وسُرعة إيصالها لمستحقيها حرصنا على توفير الخدمات الرقمية المتكاملة من أجل بيان نتائج سريعة التحققُّ وتطور ملحوظ يصب في صالح أحبابنا ذوي التوحد، بوسع الجميع الآن الدخول على منصتنا الرقمية والاستفادة من كافة الخدمات التي تقدمها الجمعية بفخر ومحبة ، ونحن أهلًا دائمًا لذوي التوحد وأسرهم في مختلف مناطق مملكتنا الغالية.
يذكر أن جمعية أسر التوحد حصدت مؤخراً جائزة Green world Awarad من العاصمة البريطانية لندن، ولم تأتِ هذه الجوائز إلا بتخطيط قيِّم وجهود متواترة وعمل تكاملي متمكِّن استنادًا على إيمان القائمين على الجمعية الدائم بأهمية تنفيذ الأعمال تماشيًا مع أهدافة الحريصة دائمًا بحشد جهودها لما يخدم ويدعم ذوي التوحد.
الرياض