“ابتكار عالمي حول المستحيل إلى واقع”.. الصم يستعيدون متعة الموسيقى بفضل سترة إيطالية فريدة

0 7

سنابل الأمل / متابعات

في خطوة ثورية تثير الأمل لدى ملايين الأشخاص فاقدي السمع حول العالم، أقيمت في مدينة فيرونا الإيطالية أول تجربة عالمية على سترة ذكية مبتكرة تتيح للصم الاستمتاع بالموسيقى من خلال الدمج بين الهندسة الطبية والتقنيات الحسية الحديثة، وتقوم الفكرة على مبدأ “الترافق الحسي”، حيث تتحول النغمات الموسيقية إلى اهتزازات جسدية يمكن للأشخاص الصم الشعور بها، مما يوفر لهم تجربة موسيقية فريدة تجمع بين اللمس والعاطفة.

وقاد التجربة الدكتور ماركو كارنر، مدير مركز الأذن الحيوية في المستشفى الجامعي المتكامل بفيرونا، بمشاركة أكثر من عشرين مريضا تتراوح أعمارهم بين 19 و81 عاما، وجميعهم يعانون من الصمم ولديهم قوقعة مزروعة، وارتدى المرضى السترة المجهزة بأجهزة خاصة تعمل بخوارزمية متطورة، صممها البروفيسور لوكا تورشيت، أستاذ أنظمة التفاعل متعددة الحواس بجامعة ترينتو، لتحويل الموسيقى إلى اهتزازات لمسية تصل مباشرة إلى أجسادهم.

والنتائج الأولية كانت إيجابية للغاية، إذ أظهرت تحسنا ملحوظا في قدرة المشاركين على تمييز الأصوات والكلمات حتى في الأجواء المزدحمة بالضوضاء، وبحسب الفريق الطبي تمثل هذه التجربة خطوة مهمة في أبحاث إعادة التأهيل السمعي، حيث جمعت بين خبرات أطباء ومهندسين من مؤسسات أكاديمية وطبية متعددة، وتم نشر نتائجها في مجلة “التقارير العلمية”.

وأشار الدكتور كارنر إلى أن دمج التحفيز الموسيقي-الاهتزازي مع الإشارات الكهربائية الناتجة عن غرسات القوقعة أدى إلى نتائج سمعية مذهلة، واعتبر أن هذه التجربة لم تمنح المرضى سمعا أفضل فحسب، بل كانت أيضا تجربة عاطفية وإنسانية فريدة. وأضاف أن إدراج السترة ضمن التدريب الأسبوعي قد يؤدي إلى تحسين دائم في القدرات السمعية، وهو ما سيتم تقييمه في المراحل المقبلة.

وتم تنفيذ التجارب في مركز إعادة تأهيل السمع الاصطناعي في فيرونا، الذي يعتبر مركزا رائدا في إيطاليا، ويعالج هذا المركز 75% من مرضاه القادمين من مختلف أنحاء البلاد، ويعكس المشروع التوجه المشترك بين الجامعة والمستشفى نحو تطوير طب مخصص ودقيق، يرتكز على التعاون بين التخصصات المتعددة لتلبية احتياجات المرضى باستخدام أحدث الأساليب العلمية.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق