منها العمى .. مغالطات حول القطط وعلاقتها بنقل الأمراض للبشر

0 9

سنابل الأمل / تحرير

تُعدّ القطط من الحيوانات الأليفة الأكثر شعبية في جميع أنحاء العالم، فهي تتميز بجمالها ورشاقتها وطبيعتها المحببة التي تجعلها رفيقًا مثاليًا للإنسان. ورغم الفوائد النفسية والعاطفية التي توفرها تربية القطط، إلا أنه لا يمكن إغفال الجانب المتعلق باحتمالية نقلها لبعض الأمراض التي قد تؤثر على صحة الإنسان.

تُعرف هذه الأمراض باسم “الأمراض الحيوانية المنشأ” (Zoonoses)، وهي أمراض تنتقل بشكل طبيعي من الحيوانات الفقارية إلى البشر. تُعتبر القطط ناقلًا محتملًا لبعض هذه الأمراض، سواء من خلال العض أو الخدش أو ملامسة فضلاتها أو التعامل معها عن قرب. وتختلف خطورة هذه الأمراض تبعًا لنوع المرض وحالة الجهاز المناعي للشخص المصاب.

تهدف هذه المقدمة إلى تسليط الضوء على أبرز الأمراض التي يمكن أن تنقلها القطط إلى الإنسان، مع التأكيد على أن هذا لا يعني التوقف عن تربية هذه الحيوانات الرائعة، بل يهدف إلى رفع مستوى الوعي واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لضمان سلامة الإنسان والحيوان معًا. فمن خلال فهم طرق انتقال الأمراض واتباع ممارسات النظافة السليمة، يمكننا الاستمتاع بفوائد تربية القطط مع تقليل المخاطر الصحية المرتبطة بها إلى أدنى حد ممكن.

هل تربية القطط تسبب الجلوكوما؟

لا يوجد دليل علمي موثوق يربط بشكل مباشر بين تربية القطط والإصابة بالجلوكوما (الزرق). الجلوكوما هو مرض يصيب العصب البصري ويؤدي إلى تلفه غالبًا بسبب ارتفاع ضغط السائل داخل العين، وهو ما يؤدي في النهاية إلى فقدان البصر. بينما قد تسبب مسببات الحساسية من وبر القطط أو لعابها أعراضًا مزعجة مثل احمرار العين وحكة فيها، إلا أنها لا تؤدي إلى الإصابة بالجلوكوما.

 

هل القطط تسبب مرض “خدش القطط”؟

نعم، مرض “خدش القطط” (Cat-scratch disease) هو مرض بكتيري تسببه بكتيريا بارتونيلا هينسيل (Bartonella henselae). يمكن أن ينتقل هذا المرض إلى الإنسان عن طريق خدش أو عضّة من قطة مصابة، وخاصةً القطط الصغيرة. عادةً ما تكون أعراضه خفيفة وتشمل تورمًا في العقد الليمفاوية القريبة من مكان الخدش، بالإضافة إلى الحمى والصداع. في حالات نادرة، قد يصيب المرض الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة ويؤدي إلى مضاعفات أكثر خطورة.

 

هل القطط تسبب التوكسوبلازما؟

نعم، يمكن للقطط أن تكون ناقلة لطفيل التوكسوبلازما (Toxoplasma gondii)، وهو الطفيل المسبب لداء المقوسات (Toxoplasmosis). تُعد القطط المضيف الرئيسي لهذا الطفيل، وتنتقل العدوى عن طريق ملامسة براز قطة مصابة. يمكن أن يكون هذا المرض خطيرًا على النساء الحوامل لأنه قد يسبب تشوهات خلقية للجنين، وكذلك على الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة. ومع ذلك، يمكن الوقاية منه بسهولة عن طريق اتباع ممارسات نظافة جيدة، مثل تنظيف صندوق فضلات القطط بانتظام وارتداء قفازات.

 

خلاصة ونصائح هامة

القطط حيوانات أليفة رائعة ويمكن أن تكون مصدرًا للسعادة والصحة النفسية لأصحابها. للحفاظ على سلامتك وسلامة قطتك، يُنصح باتباع النصائح التالية:

  •   اغسل يديك جيدًا بعد اللعب مع قطتك أو تنظيف صندوق فضلاتها.
  •   تجنب ملامسة الوجه والعينين أثناء التعامل مع القطط.
  •   نظّف صندوق فضلات قطتك يوميًا وتخلّص من الفضلات بشكل آمن.
  •   حافظ على قطتك داخل المنزل لمنعها من التقاط الطفيليات والأمراض من الخارج.
  •   استشر الطبيب البيطري بانتظام للتأكد من أن قطتك بصحة جيدة وخالية من الأمراض.
  •   إذا كنتِ حاملًا، استشيري طبيبك واتبعي الإرشادات الخاصة بالوقاية من داء المقوسات.
  • تربية الحيوانات الأليفة مسؤولية كبيرة، والوعي بالمخاطر المحتملة وكيفية الوقاية منها هو أفضل طريقة للاستمتاع بعلاقة صحية وآمنة مع قطتك.
اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق