معاق بصريًا ومتفوق دراسيًا.. حكاية شنوده «قاهر الحديد»

0 13

سنابل الأمل / متابعات

داخل قرية دير البرشا التابعة لمركز ملوى في محافظة المنيا، وبالقرب من الجبل، بمنطقة صحراء البرشا، توجد ورشة حدادة، يعمل بداخلها طالب فى الصف الأول الإعدادى، ليس ذلك المهم، بل الأهم أن هذا الشاب يعانى من إعاقة بصرية، ورغم ذلك يعمل حدادًا دون ان يساعده أحد فى تناول الأدوات أو الوقوق على الآلة التي يستخدمها في ثني وتشكيل الحديد.

 «شنوده» يروى بدايته مع مهنة الحدادة قائلا: «أنا طالب بالصف الاول الإعدادى، واجتهد فى الدراسة، وكنت فى الإجازة أجلس مع صاحب ورشة الحدادة فكان يحاول أن يساعدنى، فيطلب منى أن أناوله الحديد، وفى يوم طلب منى ان أعمل معه، وبدأت بالفعل التعلم، حتى استطعت أن أساعد نفسى واتقن فن صناعة العصافير الحديدية على آلة ثابتة» .

وتابع «شنوده» قائلا: «بدأت العمل فى المهنة منذ عام واحد، وأعمل فى الإجازات، فقط بينما فى الدراسة، اجتهد فى دروسى، والحمد لله أنا متفوق فى دراستى، ووالدى ووالدتى يشجعانى على العمل حتى لا اقف مكتوف الأيدى وأحصل على رزقى، واستطيع أن أنفق على نفسى من خلال عملى» .

وأضاف شنوده: «العمل فى الحديد ليس صعبا لكن يحتاج إلى عزيمة، وأنا لا أعترف بالإعاقة خاصة أن لى طموح كبير، فى المهمنه وأتمنى أن أكون مهندس، حتى لو حصلت على أعلى الشهادات سوف أظل أعمل بمهنة الحدادة، خاصة أننى أعمل بها عن حب لها، ومن خلالها اثبت نفسى أن الإعاقة لا تستطيع أن تقف أمام أى إنسان له طموح».

فيما قالت والدة شنوده: «أنا فخورة بابنى وعمله فى الحداده هو يعشقه وكانت رغبته، وطلب منا شنوده أن يعمل ويكسب قوت يومه، كان فى البداية فيه حذر وقلق عليه لكن اليوم أنا ووالده بنشجعه، خاصة أنه لا يهمل فى دراسته بل هو طالب متفوق والجميع فى المدرسة يحبه».

وأضافت قائلة: «عمل شنوده فى الحدادة جاء بطريق الصدفة لأنه كان يجلس مع صاحب الورشة، مرحبا ومرة تلو الأخرى وجدناه يعمل معه وبمرور الوقت تعلم شنوده الكثير من المهنة واتقنها، وأصبح صاحب الورشة يعتمد عليه، خاصة أنه يساعد نفسه بنفسه.

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق