اليوم العالمي للتأتأة 2025: تنوع، قوة، وحق في التعبير
سنابل الأمل / تحرير
يُعدّ اليوم العالمي للتأتأة، الذي يوافق 22 أكتوبر من كل عام، مناسبة دولية هامة لتسليط الضوء على اضطراب التأتأة أو التلعثم، ويهدف إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي، ومكافحة الوصم، ودعم ملايين الأشخاص حول العالم الذين يواجهون تحديات في طلاقة الكلام.

في عام 2025، يأتي هذا اليوم تحت شعار ” مجتمع متنوع للتأتأة – مواجهة التحديات بالقوة” (A Diverse Stuttering Community – Meeting Challenges With Strengths)، داعيًا إلى احتضان التجارب المتعددة وتشجيع الأفراد على استخدام نقاط قوتهم في رحلة التواصل.
ماهية التأتأة وأهمية التوعية
التأتأة هي اضطراب في طلاقة الكلام يتميز بتكرار أو إطالة الأصوات أو المقاطع أو الكلمات، أو التوقف الصامت عند محاولة النطق (حصر)، مما يعيق التدفق الطبيعي للكلام. وعلى الرغم من أن التأتأة قد تبدأ غالبًا في مرحلة الطفولة المبكرة (التأتأة النمائية)، إلا أنها قد تستمر مدى الحياة بالنسبة للبعض.
تتجاوز أهمية اليوم العالمي للتأتأة مجرد التعريف بالاضطراب. إنها تتعلق بالتعامل مع الآثار الاجتماعية والنفسية السلبية التي قد يعاني منها الشخص المتلعثم، مثل القلق الاجتماعي، وتدني احترام الذات، وتجنب المواقف الكلامية. التوعية تهدف إلى:
_ تبديد الخرافات والأحكام المسبقة: مثل الاعتقاد الخاطئ بأن التأتأة ناتجة عن العصبية أو نقص الذكاء.
_ تشجيع التقبّل والاحتواء: الدعوة إلى مجتمع أكثر تفهمًا وصبرًا مع الأشخاص المتلعثمين.
_ الدعم والتمكين: تسليط الضوء على خيارات العلاج المتاحة، مثل علاج النطق واللغة، وتعزيز الثقة بالنفس.
“مجتمع متنوع للتأتأة – مواجهة التحديات بالقوة”
يركّز شعار عام 2025 على الشمولية والاحتفاء بالتنوع ضمن مجتمع المتلعثمين. إنه يقرّ بأن تجربة التأتأة ليست واحدة، بل تتشكل بعوامل مختلفة كالخلفية الثقافية، العمر، والجنس، ومستوى شدة التأتأة.
إن رسالة الشعار مزدوجة:
_ الاعتراف بالتحديات: إدراك الضغوط النفسية والاجتماعية التي يفرضها اضطراب التأتأة في الحياة اليومية، سواء في التعليم، العمل، أو التفاعلات الشخصية.
_ تسليط الضوء على القوة: التأكيد على أن التأتأة لا تُعرِّف الشخص. فالأفراد المتلعثمون يتمتعون بمهارات وقوى فريدة، مثل المرونة، الاستماع الفعال، والتعاطف العميق، نتيجة لتجاربهم. إنهم يُعلمون العالم بأهمية الاستماع إلى محتوى الرسالة، وليس فقط إلى كيفية نطقها.
يشجع هذا الموضوع على مشاركة القصص والخبرات التي تُظهر كيف يمكن للأفراد تحويل التحديات إلى مصادر للقوة والتعلم، والاحتفاء بكل صوت، مهما كانت طلاقة نبرته.
كيف ندعم؟ فن الاستماع والتعامل
لتحقيق أهداف هذا اليوم، يتحتم على المجتمع تبني سلوكيات داعمة وإيجابية عند التفاعل مع شخص متلعثم:
_ تحلَّ بالصبر: امنح المتحدث الوقت الكافي للتعبير عن نفسه دون مقاطعة أو إكمال لجمله.
_ ركز على الرسالة: انتبه إلى ما يقوله الشخص، وليس كيف يقوله.
_ حافظ على التواصل البصري: عامله باحترام وطبيعية، وكأنه متحدث غير متلعثم.
_ تجنب النصائح غير المطلوبة: لا تطلب منه “أن يتنفس بعمق” أو “يهدأ”؛ فهذا يزيد الضغط ولا يساعد.
إن اليوم العالمي للتأتأة 2025 هو فرصة لتجديد الالتزام ببناء عالم شامل وداعم، حيث يشعر كل شخص لديه تلعثم بالحرية في التعبير عن أفكاره وقيمه دون خوف أو خجل. كلمتهم مهمة، وصوتهم يستحق أن يُسمع.
المصدر سوشيل ميديا