والديها من الصم والبكم.. «شمس» تعلمت لغة الإشارة وحولت حياة أسرتها لطاقة أمل في الإسكندرية
سنابل الأمل / متابعات
مازلت الظروف المرضية التي يمر بها عدد من الأشخاص تكون هي البداية إلى مشوار من النجاح والتحدي والعزيمة ولكن عندما تكون تلك الظروف هي لوالدين عاشوا حياتهم من أصحاب الصم والبكم وتكون ابنتهم الكبرى هي من تستغل تلك الظروف وكسرت تلك الحالة ولم تستسلم للواقع بل تعايشت مع ظروف أبويها بذكاء فتعلمت لغة الإشارة وأجادتها منذ أن كانت صغير لتكون شمس طاقة نور لم حولها بداية من أسرتها وحتى في عملها لتراها كتله من النشاط والطموح فلم تكتفي بنتنا القوية بدراستها وتفوقها الرياضي وإتقانها المميز للغة الإشارة وحصولها علي العديد من الجوائز والتكريمات وتكمل رسالتها نحو مجتمع الصم والبكم.
تقول «نورهان حسن إبراهيم شمس» الشهيرة باسم «شمس» تبلغ من عمر 29 عام خريجة بكالوريوس تربية رياضية تخصص سباحة عام 2019 للأسبوع: إنها الابنة الكبرى لولدين من الصم والبكم الذين عانوا كثيرًا في المجتمع لعدم تواصل معهم من أي شخص بسبب الظروف الذي يعانون بها لافتة أنها بعد مولدي كان لولدي الاهتمام الأكبر في تعليم لغة الإشارة لكون أنا اللسان الذي يتحدث به عن طريق التواصل ومفهوم معنى الإشارات مضيفه أن جدها كان حريص أن يعلمها تلك اللغة منذ طفولتها لخوفه من أن تفقد حاسة النطق كأبويها فتعلمتها في سن مبكره وأصبحت لغتها الأولى.
وأضافت «شمس» لـ”الأسبوع”: إنها من خلال أحد الجمعيات الخاصة بالصم والبكم قامت بترجمة بعض مسلسلات الكارتون إلي لغة الإشارة ليستفيد منها الأطفال من الصم والبكم داخل الجمعية منذ أن كان عمري 6 سنوات منذ ذلك الحين وحتى دخولي الكلية كنت العون لي أبويا في مساعدتهم واي شخص من أصحاب الصم والبكم ومساعدتهم في إكمال الجرائتهم الحيوية ومن خلال تلك الفترة قمت بالاشتراك بعدد من المسابقات للطلاب ضعاف السمع في تصنيع الروبوت على مستوى العالم وانضمت إلى رابطة الأخوية للصم والبكم.
وعن الصعوبات التي وجهتها قالت شمس للأسبوع: واجهت صعوبات وأنا كنت صغيرة بعد أن وجدت نفسي لأبوين من الصم والبكم فهذا قدر قد كتبه الله ولكنه ابتلاء شديد يعيق أي صغير وربما لا يؤهله جيدا كي يتعايش مع واقع دنيا وهذا كان التحدي لي في كيفية التعامل معهم مُؤكدة أن معاملتي مع أسرتي ومع أصاحب الصم والبكم من خلال الجمعية والكلية.
وأضافت شمس للأسبوع بعد أن أنهت دراستها الجامعية بنجاح وحصلت علي بكالوريوس تربية رياضية تخصص سباحة عام 2019 تم تعيني في العام ذاته بكلية التربية النوعية بجامعة الإسكندرية قسم تكنولوجيا مع طلاب من أصحاب ضعاف السمع ملتحقين بذات الكلية 13 طالبا لافتا أنه في بداية تعيني وتعاملي مع تلك الطلاب كان صعب وخصوص الترجمة الفورية لحديث الدكتور للطلاب من أصحاب ضعاف السمع والصم والبكم كان صعبا للغاية مُشيرًا أن الصعوبة كانت أكثر ترجمة الإشارة لأنها لها كذا معنى في الترجمة وفكرة توصيلها إلى الطلاب بشكل جيد ويفهمه والتعامل مسعاهم كان مختلفا عن تعاملي مع الأصدقاء أو أسرتي.
وأضافت «شمس» للأسبوع أن أصحاب الصم والبكم وضعف السمع يواجهون معاملة قاسية من المجتمع لهم بالأخص داخل كليتهم بجوده عدد من الدكتورة داخلها يتعاملون معهم كأنهم أشخاص عاديين رغم أن السيكولوجية الخاصة بهم غير الشاخص العاديين من حيث التركيز يكون ضعيف والنسيان موجود بنسبة كبيرة جدًا في كل المعاملات اليومية من خلال العمل أو الأماكن العامة لافتا أن الاهتمام بصحاب الصم والبكم لم يشكل بشكل كبير عن ذوي الاحتياجات الخاصة والهمم والمكفوفين من الأمان والاحتواء وأيضا العمل والعيشة تشكل صعوبة لهم.
ووجهت «شمس» رسالة إلى لكل شاب وشابة ينر بظرف بأن والده أو والدته من أصحاب الصم والبكم هي أن يكسبهم والتعامل معهم بكل حب واحتواء واكتساب الدعم منهم ووجه أيضا رسالة أخرى إلى كل أب وأم له ابن من أصحاب الصم والبكم هو عدم تجاهله ومساعدته للتعامل مع المجتمع بشكل يكون له الدافع في أظاهر مواهبه وعدم إحساسه بأنه أقل من الأشخاص العادية مضيفا إنها عملت منذ دخولها للجامعة كمدربة لكرة اليد كما اشتغلت في أكاديميات للسباحة وفي نادي سكندري كبير لمدة ٦ سنوات في مجال التوجيه الرياضي للأطفال من سن ٣ إلى ٦ سنوات في تدريب ألعاب القوى والألعاب الفردية وعملت مصورة فهي تحلم بأن تعلمهم لغة الإشارة وأيضا مهنة التصوير لتصبح مصدر دخل لهم يساعدهم على تحمل مشقة الحياة.
واختتمت حديثها قائلة: «أنا أبدوا أمام الناس قناة عادية ولكن بالإرادة كسرت الواقع الذي كان من الممكن أن يحبطي يجعلني منعزلة عن الواقع ولكني بقوة شخصيتي استطاعت أن أطور من نفسها وتقول لليائسين إن الحياة تحت أي ظرف ممكنه إذا ما توفر للإنسان بعض الإراده والطموح وحب النجاح».
الاسبوع