البقعة: دراسة “أيسر” مهددة.. وقصته تلخص معاناة مصابي التوحد بالتعليم

0 7

سنابل الأمل/ متابعات

أيسر الذي يقطن مع أسرته في مخيم البقعة بمحافظة البلقاء، محروم منذ نحو أسبوع من استكمال تعليمه في إحدى المدارس الخاصة بلواء عين الباشا ومهدد بعدم تخطي الصف الرابع إلى الخامس إذ وصل غيابه إلى 21 يوما، وفق والدته التي أكدت لـ”الغد”، أنها تفاجأت بعدم قدوم سائق حافلة المدرسة لاصطحاب أيسر، وعند استفسارها قال لها إن “إدارة المدرسة طلبت منه ذلك”.

وحول أسباب ذلك، قالت والدة أيسر إن “إدارة المدرسة ترفض إدخاله من دون وجود مرافقة لرعايته طيلة الدوام المدرسي، حيث كانت هناك مرافقة لأيسر تتقاضى سعرا مقبولا ونقدر على تأمينه رغم الضغوطات المادية، لكن المرافقة اعتذرت قبل فترة عن الاستمرار بسبب ظرف طرأ عليها، ما وضعنا في مأزق إيجاد مرافقة جديدة بما يتماشى مع إمكانياتنا المالية، وهو ما لم يحدث حتى اللحظة، بسبب أيضا خشية الفتيات من تحمل أي مسؤولية قد تحدث”، لافتة هنا إلى أنها “تعمل للمساعدة في توفير متطلبات الأسرة ومنها المصاريف المتعلقة بدراسة أيسر، وأنها لا تستطيع ترك عملها ومرافقته إلى المدرسة”.

وما فاقم الأمر تعقيدا بحسب والدة أيسر، هو رفض مدارس خاصة أخرى قبول نقله إليها للسبب ذاته، بالإضافة إلى عدم القدرة على إدخاله مدارس حكومية كون حالته تتطلب رعاية خاصة ومتابعة طيلة الوقت، بالإضافة إلى حيثيات أخرى تجعل من المدارس الخاصة بيئة أكثر ملاءمة من الحكومية لمصابي طيف التوحد.

وأضافت، أنها ووالد أيسر الذي يعمل بمجال الخدمات في الفنادق، يحاولان بكل ما يمتلكان من قوة، أن يحصل أيسر على حقه في التعليم، مشيرة إلى أنهما يحرمان نفسيهما من أشياء كثيرة في سبيل ذلك، قائلة بهذا الخصوص، “قمنا بإلحاق أيسر بمركز خاص بينما كان عمره 3 سنوات، ولاقت حالته تحسنا ملحوظا وبعدها التحق بالروضة، ثم إلى مدرسة خاصة بقي حتى الصف الثالث قبل أن نضطر لنقله إلى المدرسة الحالية بسبب عدم القدرة على الاستمرار بدفع التكاليف المالية التي تطلبها المدرسة السابقة، بالإضافة إلى أن المدرسة الجديدة أكثر قربا من منزلنا”.

وقالت إن “أيسر طالب ذكي وموهوب، ولا يقوم بأي تصرف سلبي إلا إذا تعرض للاستفزاز أو التنمر، فعندها يدخل بنوبة عصبية قد ينتج عنها إيذاء لنفسه أو لغيره، فضلا عن أنها قد تدفعه لمحاولة الهروب من المدرسة”.

وأشارت إلى أن “الأمر تفاقم مع أيسر بعد دخوله مرحلة الرابع الابتدائي، لأن المراحل السابقة كان معتادا على تدريسه وزملائه من قبل معلمة واحدة طيلة العام الدراسي، لكن بدءا من الصف الرابع يصبح التدريس من قبل أكثر من معلمة، الأمر الذي استجد عليه وخلق لديه ردة فعل سلبية”.

وتطرقت والدة أيسر كذلك، إلى “رفض إدارة المدرسة أن ينضم أيسر إلى عهدة معلمة ترعى طالبا آخر حالته مشابهة لابنها مقابل أجر تدفعه لها، خشية أن لا تستطيع المعلمة متابعة الطالبين سويا، رغم إيضاح أم أيسر لإدارة المدرسة أن الأمر مؤقت لحين إيجاد حل ولكي لا يستنفد أيسر عدد أيام الغياب المسموح، وبالتالي يرسب في صفه”.

وردا على استفسارات “الغد”، قالت إدارة المدرسة على لسان مسؤول فيها، إن التعليمات النافذة بخصوص المصابين بطيف التوحد كما في حالة أيسر، تشترط وجود مرافقة معه طيلة وجوده في المدرسة وعلى نفقة عائلته كون الحالة تأتي تحت بند “الحالات الخاصة”، لافتا إلى أن حالة أيسر لا تسمح باستمراره دون مرافقة بسبب سلوكيات عدوانية قد تسبب بإلحاقه ضررا بنفسه أو بغيره.

وأشار إلى أن ذلك يضع إدارة المدرسة في خطر تحمل مسؤولية ليست مسؤوليتها، لا سيما أن أيسر حاول الهروب من المدرسة أكثر من مرة وكان يتم تدارك الموقف قبل أن يخرج إلى الشارع ويتعرض لخطر الدهس مثلا أو أي خطر آخر.

رغم ذلك، يقول المسؤول الإداري إنه “تم الطلب من والد الطفل التوقيع خطيا على إخلاء مسؤولية المدرسة في حال حدوث أي مكروه لأيسر أو لشخص آخر بسببه، إلا أنه رفض ذلك، ما دفع إدارة المدرسة إلى الإصرار على وجود مرافقة”.

وقال إن “المدرسة لا تغلق أبوابها في وجه أي طالب، طالما أن الأمر يسير وفق القوانين والتعليمات، وبما يحقق شروط البيئة المدرسة الآمنة”.

الغد

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق