“فاطمة” رمز للإرادة والأمل

سنابل الأمل/ متابعات

وسط ظروف حياتية صعبة، وقصة كفاح استثنائية، تسطر السيدة فاطمة عبد الرحيم، واحدة من أمهات بورسعيد، ملحمة صامتة من التضحية والصبر، حيث تحملت وحدها مسؤولية تربية ورعاية أبنائها الستة، من بينهم ثلاثة مكفوفين، بعدما انفصلت عن زوجها وتولت الدورين معًا : الأم والأب .

فاطمة، التي تخطت الأربعين، لم تتراجع أمام التحديات، فابنها الأكبر أنهى دراسته الجامعية بكلية التربية قسم اللغة العربية، بفضل مساعدتها المتواصلة في المذاكرة، حتى إنها كانت تقوم بتلخيص الكتب الجامعية التي تتجاوز الـ300 صفحة، وتساعده على حفظ المنهج بالكامل، إلى جانب حفظه للقرآن الكريم، وتقول: “هكمل معاه لحد الدراسات العليا، مش هسيبه في نص الطريق” .

ابنتها الثانية “روان” تخوض حاليًا ماراثون الثانوية العامة بمدرسة النور للمكفوفين، وفاطمة تقف خلفها بكل ما تملك من جهد، تذاكر لها يوميًا وترافقها إلى اللجنة لتمنحها الدعم النفسي.

أما الابنة الصغرى، فهي تدرس في الصف الثاني الإعدادي بنفس المدرسة، وتحتاج إلى دعم دراسي، خاصة في مادة الرياضيات.

وعلى الرغم من ظروفها المادية البسيطة إلا أنها تحاول تأمين لقمة العيش ببيع بعض الحلوى من شرفة منزلها.

وعن الدروس الخصوصية، تقول: “مش قادرة أدفع.. فبدأت أتعلم الرياضيات من النت علشان أقدر أشرح لبنتي.. وفعلاً قدرت أفهمها وبتذاكر دلوقتي كويس”.

وفي ختام حديثها، قالت فاطمة: “أنا فخورة بأولادي وبنفسي.. الإعاقة مش نهاية.. بالعكس، أولادي عندهم طاقة وعزيمة، وربنا يعيني أحقق لهم أحلامهم”.

ووجهت رسالة لكل أم لديها ابن أو ابنة من ذوي الهمم: “ابنك أمانة، وتعليمهم أمانة.. تعبك مش هيروح، ده صدقة جارية في عمرك كله”.

اليوم السابع

Comments (0)
Add Comment