تكرار الكلام (المصاداة) لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد: فهم وتوجيه

سنابل الأمل / متابعات

يستخدم العديد من الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD) أسلوبًا لغويًا يسمى المصاداة (Echolalia)، وهو تكرار كلمات أو جمل سمعوها من قبل. قد يكرر الأطفال كلمات من أشخاص يعرفونهم مثل الآباء أو المعلمين، أو قد يكررون جملًا كاملة من مقاطع الفيديو المفضلة لديهم.

 

هناك نوعان رئيسيان من المصاداة:

 المصاداة الفورية: تحدث عندما يكرر الطفل الكلمات فور سماعها.

المصاداة المتأخرة: تحدث عندما يكرر الطفل الكلمات في وقت لاحق.

قد يكون هذا النوع محيرًا للآخرين، خاصةً عندما يستخدم الطفل الجمل خارج سياقها الأصلي.

على سبيل المثال، قد يقول الطفل “حان وقت اللعب” عندما يريد من والدته أن تغني له أغنية سمعها في وقت اللعب مع معلمه.

يعد فهم المصاداة أمرًا ضروريًا لفهم نمو اللغة لدى أطفال طيف التوحد.

 

كيف يكتسب أطفال التوحد اللغة من خلال المصاداة؟

يختلف نمو اللغة لدى أطفال التوحد عن الأطفال الآخرين.

بينما يتعلم الأطفال بشكل عام من خلال فهم الكلمات الفردية ثم دمجها لتكوين جمل، يميل أطفال التوحد إلى تعلم اللغة بطريقة مختلفة، وتحديدًا من خلال المصاداة، وذلك لسببين:

• عدم فهم الكلمات الفردية: قد يكتسبون الكلمات دون فهم معناها بشكل صحيح.
• اكتساب جمل كاملة: قد تكون محاولاتهم الأولى في تعلم اللغة عبارة عن “أجزاء” أو جمل كاملة لا يمكنهم تقسيمها إلى كلمات أصغر.

هذه الأجزاء قد تكون معقدة من الناحية النحوية ويصعب فهمها.

على سبيل المثال، قد يقول الطفل “حان وقت حمامك” كلما سمع والدته تملأ حوض الاستحمام. هنا، يعرف الطفل أن هذه الجملة مرتبطة بوقت الاستحمام، لكنه لا يفهم معنى كل كلمة على حدة. وبسبب عدم فهمه،

قد يخطئ في استخدام الضمير، فيقول “حمامك” بدلاً من “حمامي”.

لماذا يستخدم الأطفال المصاداة؟

تعتبر المصاداة وسيلة تواصل هادفة في كثير من الأحيان، لكنها قد تُستخدم أيضًا لتهدئة النفس أو التدرب على الكلام.

إليك بعض الأسباب الشائعة لاستخدام المصاداة كأداة للتواصل:

• للتواصل وطلب الأشياء: قد يكرر الطفل جملة “هل تريد ملف الطلب؟” ليعبر عن رغبته في الحصول على ملف الطلب، لأنه سمع شخصًا آخر يستخدم هذه الجملة.
• لجذب الانتباه: قد يستخدم الطفل جملة “إنه طائر، إنه طائرة، إنه سوبرمان!” للفت الانتباه إلى شيء لفت نظره.
• للتعبير عن الاحتجاج: إذا كرر الطفل “أنت لا تريد ارتداء ذلك البنطلون؟” بينما يحضر والده ملابسه، فقد يكون ذلك تعبيرًا عن أنه لا يريد ارتداء هذا البنطلون.
• للإجابة بنعم: إذا سألته “هل تريد بعض الزبادي؟” وكرر الجملة مباشرة، فإنه قد يعني “نعم”.

 

للكشف عن معنى المصاداة، من المهم جدًا النظر إلى السياق الذي تُستخدم فيه الجملة والتفكير في الوقت الذي سمع فيه الطفل الكلمات لأول مرة.

 

كيف نساعد الأطفال الذين يستخدمون المصاداة؟

يمكننا مساعدة هؤلاء الأطفال من خلال العمل على تفكيك الأجزاء اللغوية الطويلة ومساعدتهم على فهم معنى الكلمات الفردية، مما يسمح لهم باستخدام اللغة بشكل أكثر مرونة.

لقد لاحظ الباحثون أن المصاداة لدى أطفال التوحد تتطور عبر مراحل:

المرحلة الأولى: يبدأ الأطفال بتكرار “أجزاء” لغوية دون فهم معناها.

المرحلة الثانية: يبدأ الأطفال في تعديل هذه الأجزاء اللغوية، حيث يمزجون الكلمات والعبارات التي تعلموها ويعيدون تركيبها.

المرحلة الثالثة: مع زيادة فهمهم للغة، يبدأ بعض الأطفال في استخدام جمل أقصر أو كلمات مفردة للتعبير عن أنفسهم.

المرحلة النهائية: تصبح اللغة أكثر تلقائية ومرونة. قد يستمر استخدام المصاداة أحيانًا، خاصة عندما يكون الطفل متعبًا أو محبطًا، لكنه يستخدم بشكل عام كلمات وعبارات أكثر ملاءمة.

 

قد تبدو المصاداة محيرة، ولكن فهم سبب استخدامها وكيف تعمل كجسر نحو التعبير اللغوي الطبيعي يمكن أن يجهزنا بشكل أفضل لمساعدة الأطفال على التواصل بشكل فعال.

المراجع

https://www.hanen.org/MyHanen/Resource-Centre/Articles/Research/The-Meaning-Behind-the-Message–Helping-Children-w.aspx

http://www.hanen.org/Helpful-Info/Articles/3-Things-You-Should-Know-About-Echolalia.aspx

http://www.hanen.org/Helpful-Info/Articles/Helping-Children-Who-Use-Echolalia.aspx