كتب .. جهاد عوض
مأساة المعاق شوقي سبيت اللحجي بالأمس في هذا البلد, أن قائد الطقم وامثاله كثيرين في المجتمع, ينظرون أليه والى غيره من المعاقين, على أنه نص إنسان بنضرة عيونهم وتفكيرهم القاصر والمتخلف, لهذا حياتهم وشخوصهم ليس مهمة وذو قيمة عند هؤلاء اطلاقا. والا لوضع ألف حساب لتدارك وتجنب هكذا موقف مؤثر محزن وإنساني.
ولو قارنا من المعاق الحقيقي, بين شوقي ومن صدمه بطقم الدولة الأمني الذي يضن ويتأمل منه خيرا, ومن أفراده الحماية والأمن والسلام له, أصبح هو الخطر ومصدر الموت الأكبر له ولغيره,
فنجد شوقي المعاق حركيا ومستخدم العربة ذات الاربعة عجلات, يملك عقلا فيه من العلم والفائدة الكثير من خلال إصلاح الأدوات الكهربائية, وقلبا متفتحا بالأيمان والتعلق ببيوت الله, فلا يغيب فرض عليه إلا وهو حاضر فيه, في كل فصول السنة صيفا وشتاء, فاذاً هنا الفرق والإعاقة واضحة بين شوقي ومن صدمه, فكما يقولوا الإعاقة ليست إعاقة الجسد؛ بل إعاقة الفكر والروح، المعاق الحقيقي من يتجرد من ضميره الإنساني, وينظر للأخر بازدراء وتعالي كقائد الطقم وامثاله!
أي استهتار وعدم اعتبار لحياة الناس يقوم به هؤلاء ؟ فالمعاق شوقي كان خارج من المسجد ويمشي خارج أطار الطريق العام, إلا أن الطقم وصاحبه وبسرعة جنونية يصدمه وليفارق الحياة بعد لحظات, في مشهد يؤكد أنهم خارجون عن القانون, وانهم للمهمة الموكلة لهم غير جديرون, وبذات يعلموا أنهم لن يحاسبون, لماذا ؟ لأنهم في بلد بلا نظام وقانون.
حادثة مؤلمة لوالدا شوقي الكبيران بالعمر, الذين يفضلانه ويحبانه عن سائر أولادهم, وكأن هو أيضا أكثر الناس قربا وتأثرا بهم, لا يحلو له الجلوس والحديث براحة نفسية إلا معهم, فالله يعنينهم ويصبرهم على ألم الحزن والفراق عليه.
حوادث صدم المعاقين زادت عند حدها في الفترة الأخيرة, نتيجة فوضى ورعونة السائقين, وغياب جهات الأمن والمرور لتنظيم والمتابعة لحركة السير, وانتشار المخدرات الواسع في المجتمع,
فمتى يدرك ويفهم المسؤلين والقيادات في السلطة المحلية والحكومة, أن عليهم حماية ورعاية المعاق في المجتمع, وتوفير وتذليل كل السبل الممكنة أمامه, ومنها حماية في استخدام الطريق العام للممارسة حياته اليومية دون خوف وقلق من العابثين والخارجين عن النظام والقانون.
وفي الأخير نيابة عن نفسي وكل المعاقين, أقدم تعازينا الحارة الى أسرة شوقي وذويه, سائلين المغفرة والرحمة له, وأنّا لله وإنّا أليه راجعون.