لماذا يعد ضعف التواصل البصري سمة شائعة لدى أطفال التوحد؟.. دراسة تجيب:

0 107

سنابل الأمل- متابعات

بقلم د/محمد السوالمة

 

على الرغم من أن الاتصال البصري يعد جزءا مهما للغاية في التفاعلات اليومية، فإن السمة الشائعة لمن يعاني من اضطراب طيف التوحد (ASD) هي قلة التواصل البصري مع الآخرين في الظروف الطبيعية.
يذكر موقع “أوتزم بارتنرشب” (Autism Partnership) أن التواصل البصري سلوك تلقائي لمعظم الناس، ولا يتعين عليهم عادة التفكير أو التدرب على كيفية النظر إلى الآخرين وأين ينظرون ومتى ينظرون بعيدا.
وعلى الرغم من ذلك، يواجه الأطفال المصابون بالتوحد صعوبات في فهم الاتصالات غير اللفظية ولا ينتبهون لأفكار الآخرين ومشاعرهم، فالأشياء التي يهتمون بها مثل الملصقات أو الأشياء الدوارة وما إلى ذلك تشتت انتباههم بسهولة، ومن ثم سيكون الأطفال أقل حماسة للنظر إلى الشخص أمامهم وبمرور الوقت سيقرن الطفل اتصال العين بالملل.
وفي البحث عن أسباب ضعف التواصل البصري وارتباطه بالتوحد، توصل باحثون من جامعة ييل بالولايات المتحدة الأميركية أخيرا إلى تحديد مناطق معينة من الدماغ مرتبطة بالأعراض الاجتماعية الخاصة بالتوحد، ومنها ضعف القدرة على التواصل البصري.

توصلت الدراسة التي نُشرت في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في مجلة “بلوس وان” (PLOS ONE)، إلى وجود منطقة من الدماغ تُعرف باسم “القشرة الجدارية الظهرية” تُظهر نشاطا أقل عندما يقوم شخص مصاب بالتوحد بإجراء اتصال وجها لوجه مقارنة بشخص غير مصاب بالتوحد. وتوفر هذه النتيجة مؤشرا بيولوجيا يساعد في كشف الإصابة بالتوحد وتقييم درجته.
وتوصلت الدراسة، وفقا لموقع “Psychiatrist”، كذلك إلى أن السمات الاجتماعية لاضطراب طيف التوحد ارتبطت أيضا بالنشاط في المنطقة نفسها من الدماغ.

وإذا كان ذلك هو ما توصلت إليه الدراسة فيما يتعلق بعلاقة الدماغ بضعف التواصل البصري لدى مصابي التوحد، فهل يمكن بشكل عام مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على تحسين الاتصال بالعين؟
يجيب عن هذا السؤال بالتفصيل موقع “بيهيفيروال إنوفيشن” (Behavioral Innovations) كالآتي:
* التواصل البصري مرهق لطفل التوحد فلا تجبريه على ذلك
غالبا ما يسبب التواصل بالعين مع الآخرين ضائقة شديدة لأطفال التوحد ويكون غير مريح لهم، لذلك يفضل الطفل ببساطة التفاعل مع الآخرين بطرق لا تتطلب منهم إجراء هذا النوع من الاتصال، فهم يفضلون النظر إلى شيء آخر في بيئتهم أثناء التواصل مع الشخص الآخر.

وعلى الرغم من أن الاتصال بالعين مع الآخرين مهارة مفيدة في الحياة اليومية، فإنه ليس ضروريا دائما ولا ينبغي أن يكون سببا في أن تضغط على طفلك للقيام به.

 

المصدر/ فيسبوك

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق