سامي بريص.. لسان أشقاءه الصم بلغة الإشارة واحتضانهم في الحياة
سنابل الأمل / متابعات
آذانهم لا تسمع ولكن؛ قلوبهم تسمع، فهم ليسوا نكرة أو صفحة مطوية في ذاكرة النسيان، تخطّوا صعاب الحياة ومشوا قِدَماً بتنمية قدراتهم الشخصية في ظل مجتمعات تتحدث لكنها صماء في الواقع.
سامي حسن بريص 30 عاماً متزوج ولديه 3 من الأشقاء الصم اثنين من الشباب وفتاة، يسكن في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
سامي الذي وعى منذ طفولته على أشقاءه الصم، وشقيقته فاطمة التي تبلع من العمر في هذا الوقت 34 عاماً، ليكون سنداً لها في حياتها وسط المجتمعات التي ما إن بدأت أن تتفهم وتحتوي الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، الذين يستطيعون ممارسة حياتهم بشكلٍ طبيعي، لكن بمساعدة من حولهم لهم، فهم أُناسٌ مثلنا تماماً ولكن الله خصَّهم بخصائل ومواهب فريدة.
سامي الوفي ولغة الإشارة..
لغة الإشارة هي المصطلح الخاص بوسيلة التواصل الغير صوتية، التي يتم استخدامها للتواصل والتفاهم مع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في السمع والكلام، أو بمعنى أوضح هي اللغة الخاصة بالصم والبكم وقد تم اللجوء لها لتسهل التواصل مع الأشخاص الذين لا يستطيعون القدرة على الكلام، حتى يفهموا ولا يصبحوا في معزل عن العالم.
بدأ التعامل بلغة الإشارة، خلال القرن الثامن عشر، حيث لجأ أحد الأطباء خلال ذلك العصر لتلك الطريقة لكي يصبح على تواصل مع الأطفال الصم، وقد انتشرت لغة الإشارة فيما بعد على مستوى العالم لتصبح الوسيلة الوحيدة التي يتم من خلالها التواصل مع من يعانون من السمع والكلام.
فبهذه الطريقة يتعامل سامي مع أشقاءه الذي أقحم نفسه في لغة الإشارة منذ عمره 15 عاماً، حيثُ كان يذهب معهم إلى المراكز التعليمية التي تعطيهم دروساً في لغة الإشارة، ليستطيعوا التعامل والعيش في هذه المجتمع، هكذا تحدث الأخ السند لأشقاءه مع “أمد للإعلام”.
ويقول سامي لـ”أمد”، كنت أتعلم لغا الإشارة لأكون سند لشقيقتي الفتاة في هذه الحياة وأيضاً لأخوتي الشباب، وأذهب معهم بكل الأماكن وأساعدهم في الكثير من الأمور، لدرجة أنّ الجميع تخيلني منهم ولا أتحدث.
حركة اليدين، والتعابير الخاصة بالوجه، وحركة الشفاه وحركة الجسم، هذه الأساليب الأربعة التي يتعامل بها سامي مع أشقاءه الصم، ليستطيع التعايش معهم في ظل وفاة والده منذ سنوات، وليكون بديلاً عنه في مساندة أخوته الفاقدين للسمع والكلام خلقياً.
ويتابع سامي لـ”أمد”، في حديثي مع شقيقتي، أواجهها وجهاً لوجه، ولا أشتت نظرتها، حتى لا ترتبط أو تتعرض للإحراج وعدم الفهم، وتكون الإشارات بيننا واضحة بشكل كبير.
زواج شقيقته الصماء خارج البلاد..
ويضيف سامي في حديثه مع “أمد”، أنه اقام حفل وداع لشقيقته الخاطبة من رجل أصم تركي الجنسية، تم لخطبتها عبر الانترنت، وقام بالحديث معه شخصياً بلغة الإشارة بفيديو على موقع التواصل الاجتماعي “واتس آب”.
واتفق سامي مع خطيب شقيقته، على كل شئ وتم التقدم لخطبتها من عائلته وأشقاءه، وسيتم زواجها في تركيا بعد أيام حينما تسافر لعريسها عبر معبر رفح جنوب قطاع غزة.
سامي الذي يقدم لشقيقته مفاجأة في كل مناسبة سعيدة تحدث بمنزلهم، قدم هذه المرة مفاجأته لشقيقته في حفل وداعها قبل ذهابها إلى الزواج في تركيا، وقام بتعلم حركات لأغنية “أنا سرك أنا أخوكي”، واستطاع من خلالها ادخال الفرحة لقلب شقيقته التي لم يتخلى عنها يوماً.
ودع سامي شقيقته بطريقته الخاصة، وبدموع مزجت الفرح بالحزن، فرحاً لزواجها وحزناً على بعدها عنهم لتسكن في بلد آخر.
مطالب ورسائل..
طالب سامي من الأهالي احتضان ذويهم الذين يعانون من فقدان السمع أو الكلام، وأن يتعلموا لغة الإشارة ليتعاملوا معهم ويكونوا سنداً لهم، في ظل المجتمع الذي يعاني نفسه من الصم بالتعامل مع هذه الفئات.
ووجه رسالته، إلى المؤسسات والشباب أيضاً، أن تنتشر هذه الإشارة في مجتمعنا ويتم تعليمها، كي تكون لغة التعامل مع هذه الفئات والتعاون معهم ليتداخلوا في المجتمع وأن لا يشعروا بالوحدة.
امد