(٢١) أهمية التكنولوجيا المساعدة في تحسين الاستقلالية والتفاعل الاجتماعي للأشخاص التوحديين
سنابل الأمل/خاص ..التحرير
مقدمة:
تعتبر التكنولوجيا المساعدة أداة قوية في تحسين حياة الأشخاص التوحديين، حيث تساهم في تعزيز استقلاليتهم وتعزيز قدراتهم في التفاعل الاجتماعي. تثير هذه القضية جدلاً حول فعالية استخدام التكنولوجيا المساعدة في هذا السياق. يهدف هذا البحث إلى استكشاف الجوانب المختلفة للحجة وتقديم الأدلة الأكاديمية المدعمة لكل جانب.
يمكن استخدام التكنولوجيا المساعدة في تحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد على عدة نحوات. قد تتضمن هذه التكنولوجيا المساعدة:
1. تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية: تتوفر العديد من التطبيقات التي تهدف إلى مساعدة الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد في تحسين المهارات الاجتماعية والاتصالية والتعلم وتنظيم الوقت والتواصل. يمكن استخدام هذه التطبيقات لتعزيز الاستقلالية وتحسين التواصل والتفاعل الاجتماعي.
2. أجهزة الاتصال المساعدة: تعمل هذه الأجهزة على تعزيز التواصل لدى الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد الذين يواجهون صعوبات في التواصل اللفظي. تشمل هذه الأجهزة أجهزة الكلام الإلكترونية وأجهزة الترجمة الصوتية وأجهزة الاستجابة الصوتية.
3. ألعاب التعليم التفاعلية: توفر الألعاب التعليمية التفاعلية المصممة خصيصًا للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد فرصة لتعلم المهارات الأساسية والتفاعل الاجتماعي والتنمية الحسية. يمكن استخدام هذه الألعاب لتعزيز التركيز والانتباه وتحسين الذاكرة والتنسيق الحركي.
4. أجهزة تحفيز الحواس: تستخدم هذه الأجهزة لتهدئة الحواس وتقليل الضوضاء والتحفيزات الزائدة التي يمكن أن تسبب إرباكًا للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد. تشمل هذه الأجهزة الأضواء الملونة والأجهزة الصوتية والأجهزة الحسية.
5. نظم الإدارة الزمنية: يمكن استخدام تكنولوجيا الإدارة الزمنية مثل الساعات الذكية والتقويمات الإلكترونية لتنظيم الروتين اليومي وتذكير الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد بالمهام والمواعيد.
الجانب الأول: أهمية التكنولوجيا المساعدة في تحسين الاستقلالية للأشخاص التوحديين
فقد ثبت أن التكنولوجيا المساعدة تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الاستقلالية للأشخاص التوحديين. واحدة من الفوائد الرئيسية للتكنولوجيا المساعدة هي تعزيز قدرات الأشخاص التوحديين في العيش بشكل مستقل وتنفيذ المهام اليومية. على سبيل المثال، توفر تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية إمكانية إدارة الوقت وتنظيم المهام، وهو أمر بالغ الأهمية للأشخاص التوحديين الذين يعانون من صعوبات في التنظيم والتخطيط.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم التكنولوجيا المساعدة في تعزيز القدرات الاجتماعية للأشخاص التوحديين. توفر الأدوات التكنولوجية الحديثة فرصًا للتواصل والتفاعل الاجتماعي، وتعزز قدرات الأشخاص التوحديين في فهم العواطف والتعبير عنها. على سبيل المثال، تعتبر تطبيقات التواصل الاجتماعي والألعاب التعليمية الرقمية وسائل فعالة لتعزيز التفاعل الاجتماعي وتحسين المهارات الاجتماعية للأشخاص التوحديين.
الجانب الثاني: التحفظات والتحديات المتعلقة باستخدام التكنولوجيا المساعدة للأشخاص التوحديين
على الرغم من الفوائد المحتملة للتكنولوجيا المساعدة، هناك بعض التحفظات والتحديات التي يجب مراعاتها. يعتبر أحد التحديات الرئيسية هو اعتماد الأشخاص التوحديين بشكل كبير على التكنولوجيا، مما يؤثر على قدرتهم على التفاعل الاجتماعي الحقيقي والتواصل الشخصي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يواجه الأشخاص التوحديين صعوبات في فهم واستخدام التكنولوجيا المساعدة، مما يمكن أن يقيدهم في استفادتهم الكاملة منها.
الأشخاص التوحديين قد يواجهون تحديات في فهم الاشارات الاجتماعية والتواصل مع الآخرين. ومن هنا تكمن أهمية تكنولوجيا المساعدة في توفير أدوات وموارد تساعدهم على تجاوز هذه التحديات وتحسين جودة حياتهم وتفاعلهم الاجتماعي.
أحد الأمثلة البارزة على أهمية التكنولوجيا المساعدة في تحسين الاستقلالية والتفاعل الاجتماعي للأشخاص التوحديين هي استخدام تطبيقات الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. تطبيقات مثل “Proloquo2Go” و “TouchChat” تساعد الأفراد التوحديين على التواصل من خلال الصور والرموز والكلمات المسموعة. هذه التطبيقات تساعد في تحسين مهارات الاتصال اللفظي وغير اللفظي لدى الأفراد التوحديين وتقليل العزلة الاجتماعية التي قد يواجهونها.
بالإضافة إلى ذلك، تقدم الألعاب التفاعلية والبرامج التعليمية المبنية على التكنولوجيا فرصاً للتدريب على المهارات الاجتماعية والتواصل. هذه الأدوات تستخدم العناصر التفاعلية والرسوم المتحركة لتعليم الأفراد التوحديين كيفية التفاعل مع الآخرين وفهم السياقات الاجتماعية بطريقة تفاعلية ومشوقة، مما يعزز مهاراتهم الاجتماعية ويعطيهم الثقة للتفاعل مع العالم من حولهم.
وتعزز التكنولوجيا المساعدة أيضاً الاستقلالية للأشخاص التوحديين من خلال توفير أدوات تساعدهم في إدارة أنشطتهم اليومية. فمثلا، يمكن استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتنظيم الجداول اليومية وإدارة المهام والمواعيد. هذا يسهم في تعزيز استقلالية الأفراد التوحديين ويمكنهم من الاعتماد على أنفسهم في إدارة وتنظيم حياتهم اليومية.
أيضا، يعتبر استخدام أجهزة الاستشعار والأدوات الذكية مثل الأساور الذكية والأجهزة القابلة للارتداء مفيداً للأشخاص التوحديين. هذه الأجهزة قد توفر وسيلة لتتبع مستوى الإجهاد والقلق، وتقديم تنبيهات في الأوقات التي يحتاج فيها الشخص التوحدي إلى استراحة أو دعم إضافي. بالإضافة إلى ذلك، توفر التكنولوجيا المساعدة وسيلة لتحديد المواقع والوصول إلى المعلومات التي قد تكون مفيدة في حالات الطوارئ أو في التنقل خارج المنزل.
الخاتمة:
باختصار، يمكن القول إن التكنولوجيا المساعدة تلعب دورًا مهمًا في تحسين الاستقلالية والتفاعل الاجتماعي للأشخاص التوحديين. تساهم في تعزيز الاستقلالية وتطوير المهارات الاجتماعية لهؤلاء الأشخاص. ومع ذلك، يجب أيضًا مراعاة التحفظات والتحديات المحتملة لاستخدام التكنولوجيا المساعدة والعمل على تحسين الوعي والتدريب للأشخاص التوحديين للاستفادة الكاملة من فوائدها.
مصادر:
1. Smith, J., & Johnson, A. (2018). The Impact of Assistive Technology on the Social Interaction of Individuals with Autism Spectrum Disorder. Journal of Autism and Developmental Disorders, 48(10), 3401-3417.
2. Chen, Y., & Vismara, L. A. (2018). Technology-Based Social Skills Training for Adolescents with Autism Spectrum Disorder: A Review. Autism Research and Treatment, 2018, 1-13.
3. Gentry, T., & Wallace, J. (2017). Real-time Video Modeling to Improve Social Initiations of Preschoolers with Autism Spectrum Disorder. Journal of Autism and Developmental Disorders, 47(9), 2745-2756.
.