«التوجيهي».. قصص نجاح لطلبة كفيفين

0 7

سنابل الأمل/ متابعات

رغم أنهم يعانون من فقدان البصر منذ الطفولة، الطلاب اللبقون لغوياً والمتميزون علمياً استطاعوا أن يقهروا الصعاب بمواصلة مسيرتهم المتميزة علميا ليكونوا ضمن ركب الناجحين في الثانوية العامة هذا العام، فلم يقف مصطلح «كفيف» عائقاً في طريقهم، بل اتخذوا منه دافعاً للتقدم والانجاز.

وتقول رؤى قاسم البشابشة الطالبة الكفيفة الحاصلة على معدل 87.20 «تخصص ادبي»، رغم المسافة الكبيرة التي كانت تقطعها يوميا من الرمثا الى قصبة اربد للمدرسة الاسقفية العربية وتصطحب معها حلمها الأزلي وطموحها السرمدي في مواصلة تعليمها بعد أن تتخطى حاجز التوجيهي تحدت إعاقتها وفقدانها للبصر و لم يؤثر بشكل كبير على تحصيلها العلمي في الثانوية العامة ولم تخف توكلها على الله استطاعت بالعزم وبصيرة العقل والقلب ان تنجح في امتحان الثانوية العامة لتحق حلمها وحلم اسرتها وتحقق ما عجز عنه آخرون.

وعندما تتحدث رؤى عن رحلتها نحو النجاح في امتحان الثانوية العامة، تنبعث منها لغة الإصرار والتفاؤل التي ساعدتها على تحقيق إنجازاتها رغم كل الصعاب والتحديات.

وتقول انها منذ البداية وضعت هدفا أمامي وعملت كثيرا لتحقيق هذا الهدف، وكنت أدرس أولا بأول من خلال نظام «بريل» واتعامل مع كل مادة على حسب الجهد الذي تحتاجه وهذا شيء أساسي بالنسبة لي، وعلى كل طالب توجيهي أن يدرس بهذه الطريقة وبداية كانت تدرس 4 ساعات وارتفعت مع قرب الامتحانات لمدة 10 ساعات وان سر النجاح هو متابعتهما للدروس أولا بأول وتنظيم الوقت واستغلاله بالشكل الأمثل، واشارت إلى الدور الكبير لاسرتها التي كانت تتابع معها شؤون دراستها وغيرها طيلة الوقت، وتحرص على توفير الأجواء المناسبة لها، وكذلك دور إدارة المدرسة ومعلماتها الذين لم يبخلوا من جهتهم في دعمها ايضا.

وتتطلع رؤى لدراسة تخصص اللغة العربية وادابها في جامعة اليرموك وتأمل الى تفعيل وتطوير الخدمات المقدمة في الجامعة من خلال تذليل وتقليل المشكلات والصعوبات التي تواجههم وتوفير طابعات وكتب خاصة للمكفوفين.

ويؤكد والد رؤى، قاسم بشابشة وبالرغم من الظروف الحياتية الصعبة ووجود اشقاء لرؤى في الجامعة وهم من المبصرين الا ان العلم في العائلة هو الاساس والهدف والتفوق والانجاز والاعتماد على الذات للوصول الى الاهداف التي رسمتها لنفسها رغم الصعوبات الكبيرة التي تواجههم مطالبا بدعم الطلبة المكفوفين ليكملوا دراستهم وتذليل كافة الصعوبات التي تواجههم.

الطالبة تمارا محمد سميرات، استطاعت بإصرارها وإرادتها القوية، من تحقيق إنجاز كبير بنجاحها في «التوجيهي» وحصولها على معدل 87،55 تخصص ادبي رغم انها درست في مدرسة كفر اسد الثانوية للبنات.

ولكن لم تكن هذه المشكلة عائقاً أمام تحقيق أحلامها وتطلعاتها من خلال إرادتها الصلبة والعزيمة القوية، تغلبت (تمارا) على التحديات والصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها الدراسية كانت تذهب للمدرسة وتستمع الى المعلمات وتحفظ كلامهن نتيجة لغياب الرؤية، إلا أنها لم تيأس أبداً لتحقيق النجاح والتفوق بتعاون مع معلمات المدرسة ومديرتها.

وبفضل جهودها الحثيثة وتفانيها في الدراسة، نجحت (تمارا، لتسطر درساً حياً في الإصرار والتفاؤل وتذكيراً بأن الإرادة القوية قادرة على تحقيق المعجزات رغم كل الصعوبات حبث كانت تدرس على نظام بريل» لـ 10 ساعات يوميا وتعتمد بشكل كبير على سمعها وذاكرتها اثناء الحصص المدرسية وبدعم كبير من عائلتها، تمكنت من تجاوز الصعوبات والتحديات التي واجهتها في مسارها الدراسي والداها كانا ركيزة قوية لها، يوفران لها الدعم العاطفي والمعنوي اللازمين لتحقيق أهدافها.

وتأمل تمارا في توفير وسائل تعليمية ملائمة للطلبة المكفوفين وضرورة توفير وسائل تعليمية مبتكرة مع احتياجاتهن التعليمية.

من جهته، قال الطالب الكفيف براء محمد زعبي، انه حصل على معدل 96.6 بالتوجيهي فرع الادبي مبينا انه كان يريد النجاح لكن تحفيز وتشجيع والديه واقربائه له منحه حافزاَ لبذل اقصى طاقته.

ولم تكن دراسته بالامر السهل فكان ينتقل يومياً للمدرسة الاسقفية العربية من قريته في لواء بني كنانة الدامجة وكان يعتمد خلال سنواته السابقة على السمع والحفظ وسنة التوجيهي هي السنة الاولى التي يدرس بها بلغة بريل مبينا انه كان يدرس يوميا من 6 إلى 8 ساعات.

ووجه لطلبة التوجيهي رسالة، قالوا فيها: «عليهم أن يتحدوا كل الصعاب وعليهم أن يضعوا هدفا أمامهم وأن يؤمنوا بأنفسهم ويثقوا بالله» ولا مجال للمستحيل عندما نرسم الهدف و نصر على تحقيقه برؤية واضحة و بعزيمة أهل العزم.

الراي

 

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق