الجامعة العربية المفتوحة حين تنطق بـ “الصم”
سنابل الأمل/ متابعات
| د. جاسم المحاري
بدا تعليم الصُمّ وضعاف السمع في وقتنا الحاضر أمرا حيويا، بأنْ اكتسب أهمية قصوى لتمكينهم الأكيد في فرص التعلم والتعليم، وتطوير مهاراتهم اللغوية وكفاءاتهم التواصلية وتفاعلهم الطبيعي مع محيطهم الذي يعزز الثقة بالنفس، ويحقق الاستقلالية والتمكين الشخصي، فضلا عن إسنادهم الأكاديمي الذي يتناسب مع احتياجاتهم الخاصة، وتأهيل العاملين منهم وفق أحدث التوجهات العلمية بالدراسات الحديثة والتدريس النوعي الذي يوعي المجتمع بقدراتهم ومتطلباتهم، في ظل نسبتهم التي تجاوزت 80 % وفق الاتحاد الدولي للصم في إشارة إلى نقص استيعابهم بمؤسسات التعليم العالي. بدأت الجامعة العربية المفتوحة مسيرتها على مستوى الوطن العربي بالتعاون مع الجامعة العربية المفتوحة في المملكة المتحدة بعد أنْ أعلن مبادرة إنشائها كيانا أكاديميا غير تقليدي، ومؤسسة تسهم في توجيه التنمية إلى المجالات العلمية والاجتماعية والثقافية، المؤسس صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز آل سعود (طاب ثراه) في العام 1996م، وترجمت هذه المبادرة في العام 2002م بعد أنْ أضحت كيانا متكاملا يوفر تعليما عالي الجودة، ومتاحا برسوم رمزية لدعم المجتمعات العربية. هذه الجامعة التي افتتح فرع لها في مملكة البحرين في العام 2003م – من أصل تسعة فروع – أحدثت نقلة فريدة بعد تطبيقها “خطة التمكين التعليمي” للصم وضعاف السمع في مختلف التخصصات الدراسية؛ ما عزز فرص اندماجهم المجتمعي الكامل، ووفر لهم الفرص التعليمية المتساوية.
نافلة:
تتوالى مبادرات الجامعة العربية المفتوحة في البحرين، وكان آخرها النجاح منقطع النظير للفعالية التي استضافتها مع نادي الصم البحريني الرياضي على مسرح حرمها الأكاديمي بمنطقة عالي يوم الثلاثاء 22 أكتوبر 2024م، بحضور الأمين العام لمجلس التعليم العالي الدكتورة ديانا الجهرمي وجمع من المدعوين والمهتمين، وتزامنت مع يوم المؤسس (طاب ثراه) حيث أجمع المتحدثون – البروفيسور محمد الزكري رئيس الجامعة العربية المفتوحة في الوطن العربي، ورئيس فرع البحرين الدكتورة نجمة تقي، ورئيس نادي الصم البحريني الرياضي الأستاذ أحمد تقوي – في كلماتهم المقتضبة بالاحتفالية على استذكار إرث الملهم الكبير (طاب ثراه) الذي جسد رؤيته الإنسانية في تعزيز قيم الشمولية والتكافل والاندماج في حقول التعليم لذوي الهمم عامة، كما أكدوا جعل هذا اليوم منصة انطلاق لتسليط الأضواء على النجاحات المتوالية التي أنجزتها فئة الصم وضعاف السمع خاصة، والتحديات التي تواجهها بتمكينها ورفع مستويات الوعي المجتمعي حولها، عبر خلق بيئة تعليمية شاملة تراعي احتياجاتهم الخاصة في سبيل إحداث التغيير الإيجابي الذي يحقق التنمية المستدامة.
كاتب وأكاديمي بحريني
د. جاسم المحاري
المصدر البلاد البحرينيه