0 1

 

سنابل الأمل/متابعات

“بديله كل علقة والتانية أنقح من إللي قبلها”.. كلمات قاسية اصطدمت بمسامع أب لطفل مريض بالتوحد في فيديو المتابعة التي أرسلته حضانة نجله، إذ اعتادت الحضانة إرسال فيدوهات متابعة يوميا أثناء وجود الطفل بها ولكن بدون صوت، إلا أن خطأ أحد العاملين كان سببا في اكتشاف الأب للمعاملة البشعة التي ينتهجها العاملين بالحضانة مع طفله.

“ملائكة الأرض في يد معدومي التأهيل”الأب يكشف تفاصيل الواقعة

ولي أمر: محتاجين توعية بين المدرسين

وفي ذات السياق، نشرت ولية أمر، عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» على جروب أولياء أمور طلاب الدمج: «محتاجين ضروري نشر توعية بين المدرسين داخل المدارس عن أسلوب التعامل مع طلاب الدمج لأن التجاهل ليهم داخل الفصول شيء صعب جدا ليهم».
واستكملت ولي الأمر حديثها لـ“كشكول”، أن الكثير من أولياء الأمور يعانون من أسلوب التعامل مع أولادهم بسبب تميزهم عن من حولهم، وأضافت:”بتمنى تكون المدارس والمعلمين بالأخص يكون عندهم خلفية عن طريقة التعامل مع الطلاب المختلفين”.

استغاثات اولياء أمور الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، فتحت الباب لتساؤلات بشأن مدى تأهيل المعلمين بالحضانات والمدارس الحكومية للتعامل مع الحالات الخاصة.

في ظل تزايد الاهتمام بحقوق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، يظل توفير بيئة تعليمية وعلاجية آمنة وملائمة لهم أمرًا بالغ الأهمية، إذ تعمل وزارة التربية والتعليم على توفير بيئة تعليمية شاملة تتيح لجميع الطلاب، بمن فيهم ذوي الإعاقة، حق التعلم المتكافئ، ومن أبرز المبادرات التي تُنفذ في هذا المجال هو «الدمج التعليمي» الذي يسمح لطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعليم داخل الفصول العادية مع أقرانهم، ما يعزز من فكرة تكافؤ الفرص.

ولكن يبقى السؤال الأهم: هل هناك توسع في تدريب وتأهيل المعلمين بآليات ومهارات وأسس الطرق الحديثة في التواصل مع ذوي الهمم لتحقيق التفوق في مختلف المجالات الدراسية والعملية؟، وهل تشهد المدارس وجود كوادر قادرة على استيعاب تلك الفئات من الطلاب؟.

تقارير رسمية من الوزارة عن عدد طلاب نظام الدمج

ووفقًا تقارير رسمية صادرة عن وزارة التربية والتعليم، أن عدد طلاب نظام الدمج التعليمي المستفيدين من تلك الخدمات التعليمية يبلغ (159825) طالبا وطالبة مقيدون بكافة مدارس التعليم بأنواعه ومراحله المختلفة.

سليم عبدالرحمن: الدمج في التعليم تطور يحتاج للتحسينات

بينما قال الدكتور سليم عبدالرحمن، أستاذ التربية بجامعة حلوان، إن موضوع دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم ليس بالأمر الجديد، بل كان مطروحًا منذ فترة طويلة، حيث كانت وزارة التربية والتعليم تعمل عليه منذ سنوات، ولكنه أشار إلى أن الجهود التي كانت تُبذل في السابق لم تكن مُثمرة بالشكل الكافي، إذ لم تكن الفصول الدراسية مجهزة بالشكل الذي يسمح بدمج هؤلاء الطلاب بشكل فعّال.

وأوضح الدكتور عبدالرحمن، في تصريحات لـ“كشكول”، أن “الفصول الدراسية لم تكن مؤهلة لاستقبال طلاب الدمج، كما كانت المناهج الدراسية تفتقر إلى التوافق مع احتياجاتهم، فضلًا عن غياب التدريب الكافي للمعلمين على التعامل مع هذه الفئة، فضلًا عن عدم توفر الوسائل التكنولوجية التي تساعد في تسهيل عملية التعلم”.

وأشار إلى أن الدمج كان يتم بشكل خاطئ في الماضي، رغم أن الموضوع كان محل اهتمام، لكنه لم يُنفذ بالشكل الأمثل، ومع ذلك فهناك تحسنًا ملحوظًا في الفترة الأخيرة، حيث تم تجهيز الفصول الدراسية وتزويدها بالوسائل التكنولوجية المناسبة لطلاب الدمج، بالإضافة إلى تدريب المعلمين بشكل أكثر تخصصًا.

وأضاف أن “كليات التربية في الآونة الأخيرة بدأت في تقديم دورات تدريبية متخصصة لتعريف المعلمين بكيفية التعامل مع طلاب الدمج، وهو ما يعد خطوة مهمة نحو تحسين العملية التعليمية لهذه الفئة، مشيرًا إلى أن الوزارة بدأت في تقديم دبلومات متخصصة بعد التخرج، سواء من كليات التربية أو كليات الآداب، لتأهيل المعلمين بشكل أفضل للعمل مع طلاب الدمج”.

فيما يتعلق بالمناهج الدراسية، أكد أن وزارة التربية والتعليم عملت بالفعل على تطوير مناهج تتناسب مع احتياجات طلاب الدمج، ما يساعد على تحسين عملية التعلم ويجعلها أكثر تكاملًا مع متطلباتهم، لافتا إلى أن هناك جانبًا آخر لا بد من تحسينه، وهو تجهيز الفصول الدراسية بشكل مناسب.

واستطرد: “من غير المعقول دمج 50 طالبًا في فصل واحد، خاصة إذا كان من بينهم طلاب ذوي احتياجات خاصة، ولابد أن يكون هناك فصول صغيرة ومتخصصة، مع توفير الوسائل التكنولوجية المناسبة التي تساهم في تسهيل عملية التعليم.”

ولفت الدكتور عبدالرحمن إلى أهمية استكمال جهود وزارة التربية والتعليم في هذا الاتجاه، مشيرًا إلى أن تطوير عملية الدمج هو مسؤولية جماعية تشمل تدريب المعلمين، تطوير المناهج، تجهيز الفصول الدراسية، وتوفير التكنولوجيا المناسبة لضمان تعليم شامل ومتكامل لجميع الطلاب.

 

رضا حسن: الوزارة تعمل على تدريب المعلمين

ومن جهتها، قالت رضا حسن كامل، موجه تربية مسرحية وخبير مناهج تعليمية، إن وزارة التربية والتعليم قدمت العديد من الخدمات التعليمية لطلاب الدمج، وذلك من خلال دمجهم مع باقي الطلاب في الفصول الدراسية العادية بدلًا من وضعهم في مدارس أو فصول خاصة، وتعليمهم العديد من المهارات التكنولوجية والأنشطة لتحفزيهم ولتنميه قدراتهم التعليمية.

وأضافت في تصريحات لـ“كشكول”، أن هناك بالفعل شكاوى من قبل أولياء الأمور بسبب أن المعلمين غير قادرين في التعامل مع طلاب الدمج في الفصول، وأكدت على أن هذا يحدث في المدارس ولكم بنسبه قليلة، لأن الوزارة تعمل على تقديم تدريبات للمعلمين لتمكنوا من التعامل مع طلاب الدمج.

وأكدت خلال حديثها، أن بالفعل هناك تعاون مع وزارة الاتصالات وزارة التربية والتعليم، وتدريبات تعليمية للعملين لكي يتمكنوا من التعامل مع طلاب الدمج بشكل أفضل، وذلك من خلال تعليم المعلمين كيفية التعامل مع الطالب لتعليمة طرق واستخدامات الوسائل التكنولوجية، وأيضًا تعليم المعلمين طرق اكتشاف الطالب منذ الصغر إذا كان يعاني من الدمج أو غيره، وأوضحت أن الوزارة تعمل جاهدة بشكل متوسع لتدريب المعلمين بشكل أكبر وتعليمهم طرق التعامل مع طلاب الدمج، أما عن حالات الشكاوي لا ننكر أنها موجودة في لعض المدارس ولكنها بصورة بسيطة.

نصائح نفسية للتعامل مع طلاب الدمج

بينما الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، قال إن طلاب الدمج هم الطلاب الذين يعانون من إعاقات أو صعوبات تعلمية، ويتم دمجهم في الفصول الدراسية مع الطلاب العاديين.

وأضاف فرويز، في تصريحات لـ“كشكول”: يتطلب التعامل مع هؤلاء الطلاب حساسية خاصة، بالإضافة إلى استراتيجيات نفسية وتربوية تساهم في تحسين تجربتهم التعليمية وتعزيز اندماجهم الاجتماعي.

وأوضح فرويز، أن هناك مجموعة من النصائح تساعد في التعامل مع طلاب الدمج بشكل فعال، أبرزها التعامل مع طلاب الدمج يتطلب مستوى عالٍ من التفهم والمرونة، ويجب أن تكون مستعدًا لتغيير أساليب التدريس والتقييم وفقًا لاحتياجات كل طالب، وأن هناك بعض الطلاب الذين يعانون من إعاقات قد يحتاجون إلى دعم عاطفي أكبر من غيرهم، يجب أن تبني علاقة قوية مع هؤلاء الطلاب من خلال الاستماع إليهم وفهم مشاعرهم واحتياجاتهم.

من هم طلاب الدمج وأنواعهم؟

طلاب الدمج هم الطلاب ذوو الاحتياجات الخاصة الذين يُسمح لهم بالالتحاق بمدارس التعليم العام، مع تقديم التعديلات اللازمة لبيئتهم الدراسية وتوفير خدمات تعليمية متخصصة تمكنهم من الحصول على تعليم ملائم لاحتياجاتهم الفردية.

أنواع طلاب الدمج: “طلاب الإعاقات الذهنية – طلاب الإعاقات السمعية والبصرية – الإعاقات السمعية – الإعاقات البصرية – طلاب الإعاقات الحركية – طلاب التوحد – طلاب اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) – طلاب صعوبات التعلم”.

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق