الفخر بالإعاقة ..

0 16

سنابل الأمل/ متابعه

فى ظل طوفان الكتابات التى نتعرض لها فى الصحف والسوشيال ميديا، قليلة هى الكلمات التى نتوقف عندها، وأقل منها تلك التى نقرؤها وأقل القليل التى نتأثر بها ونعيد التفكير فى أحوالنا وأنفسنا بعد قراءتها.

ينتمى لهذا النوع الأخير مقال نشرته مجلة «التايم» الأمريكية فى عددها الأخير للكاتب المعاق بن ماتلين وعنوانه: «تعلٌم الاحتفاء بثقافة الإعاقة».

الأجيال السابقة نظرت لفكرة الإعاقة على أنها دلالة طبية لذلك أطلقوا على الأشخاص المعاقين صفات مثل ذوى الاحتياجات الخاصة.

اعتقد الناس أن ذلك يؤكد إنسانيتنا، وأن المطلوب تحسين أوضاعهم ومساعدتهم على مواجهة مصاعب الحياة.

وكان الشعور الغالب على المعاقين الخجل من إعاقاتهم والابتعاد قدر الإمكان عن المجتمع.

لكن هذه النظرة، كما يقول ماتلين، تغيرت.

الجيل الجديد من المعاقين لم يعد يشعر بالخجل والتردد بل بالفخر والثقة بالنفس.

يصرون على وصف أنفسهم بالمعاقين وليس ذوى الاحتياجات الخاصة.

منظمات كثيرة للمعاقين بأمريكا تعتبر كلمة معاق وسام شرف.

فلسفتهم: أنا أحب نفسى وأحب حياتى كما هى، ولا أخجل من إعاقتى. أصبحت الإعاقة هوية وليس مرضا أو نقصا.

هم ليسوا أقلية. 26% من الأمريكيين يمكن تصنيفهم: معاقين، وبالتالى عليهم التصرف بثقة وقوة والانخراط فى المجتمع ومؤسسات الدولة للحصول على حقوقهم، وعليهم أيضا التصرف باعتبارهم مواطنين كاملى الأهلية.يقول الكاتب: «أدركت أخيرا أن إعاقتى لا تتعلق بى فقط.

هناك ارتباط عميق بينى وبين مجتمع من المعاقين متعدد الأعراق والألوان والأشكال والأحجام والتوجهات والقدرات.

مجتمع يسهم دائما فى بناء وتقدم الوطن بالرغم من الصعوبات المستحيلة التى يواجهها».

إنه يشعر أنه ليس وحده، وهذا يعطيه الثقة والأمان، وأنه كلما عرف أكثر عن زملائه المعاقين، شعر بالفخر لكونه واحدا منهم.كم نحتاج إلى هذه الروح فى تعاملنا مع كل المعاقين من أقاربنا وأصدقائنا وإخوتنا فى الوطن.

كم نحتاج لأن يكون شعور الفخر والثقة بالنفس مسيطرا عليهم.

إنهم ليسوا عالة ولن يكونوا.

نحن مدينون لهم، ونعتذر عن إهمالنا وتقاعسنا تجاههم وعن سلوكيات القلة القليلة المسيئة لهم.

إنهم الأفضل والأرقى.

عبدالله عبدالسلام

الاهرام

اترك تعليق

يرجي التسجيل لترك تعليقك

شكرا للتعليق